JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

الصفحة الرئيسية

كوادالوبي.. عندما تحولت نجمة مكسيكية إلى أيقونة في المغرب

 




في تسعينيات القرن الماضي، لم يكن مجرد مسلسل تلفزيوني قادرًا على إحداث هوس جماعي، لكن المسلسل المكسيكي "رهينة الماضي" فعل ذلك وأكثر، حيث تحولت بطلة المسلسل كوادالوبي من مجرد شخصية خيالية إلى رمز للأناقة والأنوثة في أوساط الفتيات المغربيات، ولم يكن التأثير مقتصرًا على تسريحة الشعر أو الملابس، بل حتى المشية وطريقة الكلام وأسلوب التصرف أصبح مستوحى من كوادالوبي، بل وتخطى الأمر ذلك ليصل إلى إطلاق اسمها على موضة الحذاء الشهير الذي غزا الأسواق المغربية.

كوادالوبي.. النموذج الذي أرادت كل فتاة مغربية أن تكونه

لم تكن الفتيات في تلك الفترة يملكن وسائل التواصل الاجتماعي كما هو الحال اليوم، لكن ذلك لم يمنع انتشار موضة "ستايل كوادالوبي" بطريقة غير مسبوقة، فقد كان لكل فتاة حلم بأن تمشي مثل كوادالوبي، تسرّح شعرها مثلها، وتقتني الحذاء الذي كان يعكس شخصيتها الأنيقة والرومانسية.

مشية كوادالوبي أصبحت أيقونية:
كانت كوادالوبي تمشي بخطوات هادئة، واثقة، ذات إيقاع خاص، حتى أن الفتيات في المدارس والجامعات كنّ يحاولن تقليد طريقتها في المشي كأنها علامة للأنوثة الراقية.

 موضة حذاء كوادالوبي:
لم يكن هذا التأثير مقتصرًا على السلوك والتصرفات، بل وصل إلى الموضة، حيث انتشر في الأسواق المغربية حذاء كوادالوبي، وهو حذاء ذو كعب متوسط، ناعم، وبلون فاتح، يوحي بالكلاسيكية والأنوثة. أصبح هذا الحذاء مطلبًا للفتيات في مختلف المدن، لدرجة أن التجار استخدموا اسمها للترويج له، ولم يكن هناك متجر لا يعرضه تحت هذا الاسم.

كوادالوبي في المغرب.. عندما التقى الخيال بالواقع

أسطورة كوادالوبي لم تنتهِ عند الشاشة، بل امتدت إلى أرض الواقع، حتى أن هناك قصة متداولة عن زيارتها للمغرب خلال فعاليات "أسبوع الفرس".

وفقًا لروايات شفوية، فقد جاءت كوادالوبي إلى المغرب ضمن ضيوف شرف إحدى الفعاليات الكبرى الخاصة بالفروسية. وبينما كانت تتجول في المكان، اقترب منها أحد أساتذة اللغة العربية، وخاطبها بالفصحى، محاولًا تصحيح بعض الأخطاء اللغوية التي كانت ترتكبها في المسلسل!

كان الموقف طريفًا، حيث نسي الأستاذ أن المسلسل كان مدبلجًا، وأن كوادالوبي في الحقيقة لا تتحدث العربية أصلًا! هذا المشهد يعكس كيف أن المغاربة في تلك الفترة كانوا يعتبرون المسلسلات المكسيكية واقعية إلى حد الذوبان في تفاصيلها، وكيف أن كوادالوبي لم تكن مجرد شخصية على الشاشة، بل أصبحت جزءًا من مخيلة الناس وكأنها شخصية حقيقية تعيش بينهم.

لماذا أثرت كوادالوبي في الفتيات المغربيات؟

·         النماذج النسائية المؤثرة في التلفزيون المغربي آنذاك جعلت من كوادالوبي مصدر إلهام مثالي للفتيات اللواتي كن يبحثن عن شخصية قوية، رومانسية، وفي الوقت ذاته، أنيقة وراقية.

·         الرومانسية الحالمة التي قدمها المسلسل جعلت الفتيات يتأثرن بشخصية كوادالوبي ويرغبن في عيش نفس التجربة، حتى وإن كانت مجرد خيال درامي.

·         عدم وجود إنترنت أو منصات أخرى لمتابعة الموضة، جعل من التلفزيون المصدر الأول والأخير للاتجاهات الجديدة، مما عزز انتشار تأثير كوادالوبي في الأزياء والتصرفات.

كوادالوبي.. من ظاهرة تسعينية إلى ذكرى خالدة

رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على عرض "رهينة الماضي"، لا تزال كوادالوبي إحدى أكثر الشخصيات التي تركت بصمة في ذاكرة جيل التسعينات، و لم يكن تأثيرها عابرًا، بل تحول إلى جزء من نوستالجيا المغاربة، الذين لا يزالون يستحضرون قصتها، مشيتها، وحذاءها الذي تحول إلى رمز من رموز ذلك الزمن.

واليوم، رغم تغير الزمن واختفاء المسلسلات المكسيكية من الواجهة، تبقى كوادالوبي رمزًا فريدًا لحقبة من التلفزيون المغربي، عندما كان مسلسل واحد قادرًا على تغيير الذوق العام، وتحويل الممثلة إلى أيقونة تُقلّدها الفتيات في كل شيء.

الاسمبريد إلكترونيرسالة